U3F1ZWV6ZTIyOTIwNDkyNDAyODQzX0ZyZWUxNDQ2MDIyODU2MjMyNg==

حصار صلاح الدين لقلعة شقيف أرنون ومحاولة الفرنج صيدا ودخول عكا الجزء(١٦)

 

حصار قلعة شقيف أرنون:-

بعدما انتهى صلاح الدين من فتح قلعة كوكب والصفد فى الجزء •١٥• سار إلى بيت المقدس وصلى بها صلاة عيد الاضحى ثم سار إلى عكا ثم قرر حصار قلعة شقيف أرنون /بوفور*الحصن الجميل* فى ربيع الأول سنة ٥٨٥هجريا حيث نزل فى مرج عيون *مرجعيون*(جنوب لبنان) ثم أتى إليه صاحب القلعة  رينو (صاحب صيدا أيضا) وكان معروف عنه المكر والدهاء حيث أعلن استسلامه وطاعته لصلاح الدين  فقال له(أنا محب لك ومعترف بإحسانك وأخاف أن يعرف المركيس ما بينى وبينك فينال اولادى وأهلى منه أذى فإنهم عنده فأشتهى أن تمهلنى حتى أتوصل فى تخليصهم من عنده و حينئذ أحضر أنا وهم عندك ونسلم الحصن إليك ونكون فى خدمتك نقنع بما تعطينا من إقطاع) فوافقه صلاح الدين على ذلك وأعطاه مهله لتسليم القلعة حتى جمادى الأخر(حيزران) فأستغل رينو مدة المهله فى تحصين القلعة وجمع المؤن والعتاد لمقاومة الحصار فقدم رينو الى صلاح الدين بعدما أقترب إلى الحصن قبل انتهاء المهلة بثلاث أيام ولكن أخبره رينو بأن يعطيه مهلة أخرى ولكن علم صلاح الدين مكره فقام بسجنه وطلب منه تسليم القلعة ولكن أهل القلعة رفضوا تسليمها فقام صلاح الدين بحصار القلعة وارسل رينو الى دمشق حتى استلم صلاح الدين القلعة فى منتصف ربيع الأول ٥٨٦هجريا .


ما هى قلعة شقيف أرنون:-

قلعة شقيف أرنون[بوفور*الحصن الجميل*بليفورت]

هى قلعة موجودة فى جنوب لبنان تقابل نهر الليطانى ومنطقة النبطية ،أخذها الملك فولك من شهاب الدين التابع للبوريين فى دمشق ثم أعطاها فولك لرينو صاحب مدينة صيدا ثم أخذها صلاح الدين كما ذكرنا حتى اخذها الفرنج مره اخرى بعد المعاهدة التى وقعت بينهم وبين الصالح إسماعيل حتى قام بأستعادتها مجددا الظاهر بيبرس حيث أقام بها الكثير من التجديدات حتى أن وقعت القلعة فى أيدى الصه.ا.ي.نة بعد معركة الشقيف.



*قلعة شقيف أرنون*

الفرنج فى مدينة صور:-

أثناء تواجد صلاح الدين فى مرج عيون لكى يأخذ قلعة شقيف أرنون كما ذكرنا من قبل وصله كتاب من جنوده التى وضعهم مقابل مدينة صور حيث يتواجد بها الفرنج حيث لم يستطع صلاح الدين فتح صور بسبب كثرة الفرنج بها وبسبب كثرتهم أرادوا أن يأخذوا صيدا حتى يتوسعوا فعندما علم صلاح الدين بذلك قرر أن يلحق بجنوده عند صور ويترك بعض من جنوده عند قلعة شقيف وفى ذلك الوقت كان قد تحرك الفرنج نحو مقصدهم فواجهم جنود صلاح الدين المتواجدين هناك وتقاتلا قتالا شديدا حتى هزم الفرنج وعادوا الى صور ولم يفلحوا فيما أرادوا ،فعندما وصل صلاح الدين الى جنوده فى صور علم بما حدث حيث لم يلحق بالفرنج ليوقفهم و أثناء هو متواجد هناك علم بأن مجموعة من العرب والعجم الذين تطوعوا للمحاربة معه ظنوا أن الحرب قد بدأت ضد الفرنج فذهبوا لقتال الفرنج فى صور فلما علم صلاح الدين ذلك أرسل إليهم من يردهم عن ذلك إلا أنهم لم يستمعوا لذلك فلما علم الفرنج انه ليس كمينا وانه لا يوجد من يلحق بهؤلاء الرجال انقضوا عليهم حتى أفنوهم  فعندما علم صلاح الدين بما حدث انقض هو وجنوده على الفرنج أثناء عودتهم حتى قتل الكثير وما تبقى منهم القوا بأنفسهم فى الماء ،و بعد ما حدث قرر صلاح الدين محاصرة صور وقتال الفرنج فلما علم المسلمين فى أرجاء الارض بقراره اجتمعوا على أن يحاربوا الفرنج معه فأراد صلاح الدين ان يرى أحوال البلاد قبل الحصار فسار إلى تبنين ثم إلى عكا ثم عاد إلى المعسكر بالقرب من صور.


عساكر السلطان:-

عندما عاد السلطان صلاح الدين الى المعسكر علم بخروج الفرنج للأحتطاب فقرر أن ينصب لهم كمينا ويحصرهم من الجانبين فأرسل لجنوده بعكا بأن يحصروا الفرنج وقرر أن يشتبك جنوده الذين معه مع الفرنج ثم يظهروا هزيمتهم وتقهقرهم إلى الخلف حتى يسحبوهم إلى مكان الكمين ولكن عندما اشتبك جنود صلاح الدين مع الفرنج أبو أن يقال أنهم هزموا فأستمروا فى القتال ثم لحق بهم العساكر الموجودين فى الكمين وذلك بعد طول إنتظارهم و اشتد الأمر بين الطرفين حتى قتل الكثير من الطرفين فعادوا الى صور. 


مدينة عكا:-

بعد فشل الفرنج فى أخذ صيدا قرروا أن يأخذوا مدينة عكا حتى إذا دخلوها  ساروا إلى القدس فأخذوها من بين أيدى المسلمين ،و قد ذكرنا انه أجمتع عدد كبير من الفرنج ومعهم الكثير من الأموال فى صور وذلك بسبب أنه كلما فتح السلطان صلاح الدين قلعة او حصن أمن أهلها على أنفسهم وأموالهم ولم يغدر بهم كما هم يفعلون فسيرهم جميعا إلى مدينة صور حتى زعمهم المركيس ولكى يصلوا الى هدفهم الأول وهو أخذ بيت المقدس(القدس) فسار بطريرك بيت المقدس ومعه مجموعة من الفرنج وفرسانهم وهم يلبسون الأسود إلى بلاد الفرنج جميعهم يستنجدهم ويحثهم على أخذ بيت المقدس حيث صوروا ان عربى مسلم يضرب سيدنا عيسى عليه السلام فقال لهم (هذا المسيح يضربه محمد نبى المسلمين وقد جرحه وقتله)،فأنتفض الفرنج لذلك واجتمعوا حتى النساء انضمت إليهم فقرروا السير إلى عكا بعدما ملؤا سفنهم بالعدة والعتاد وكان ذلك فى ٨ رجب ٥٨٥هجريا فلما علم صلاح الدين مقصدهم استشار امرائه فى الاشتباك مع الفرنج فرأوا أن يشتبكوا معهم عند وصولهم عكا أما السلطان كان يرى أن يشتبك معهم وهم فى الطريق  قبل وصولهم إلى عكا لأن الفرنج سيحاربون بشكل اقوى عند تمكنهم من الأرض وأخذ حذرهم ولكنه وجد امرائه متمسكون برأيهم فى مهاجمة الفرنج عند عكا فى الطريق الواسع وليس الطريق الضيق الذى سلكه الفرنج حتى يصلوا الى عكا فوافقهم السلطان على ذلك وكان الفرنج يسلكون الطريق الضيق إلى عكا بجانبهم سفنهم فى البحر تحمل سلاحهم وذخيرتهم الذى يحتاجون إليها وهى أيضا طوق نجاة لهم إن حدث شيئا حيث يعودون بها الى صور مرة أخرى وكان السلطان محقا فى رأيه حيث جعل مجموعة من أمراءه يناوشون الفرنج ولم يجرأ الفرنج على قتالهم على الرغم من أنهم اكثر عددا منهم فوصل الفرنج إلى عكا ودخلوها من البحر  فوصل صلاح الدين الى تل كيسان ونصب معسكره هناك وجعل ذخيرته فى صفورية  وبعث صلاح الدين بإجتماع جنود المسلمين فوصل الجنود من الموصل وديار بكر والجزيرة وسنجار واتاه كلا من مظفر الدين بن زين الدين صاحب الرها وحران  وتقى الدين بن أخيه صاحب حماة واللاذقية وجبلة  فكانت الإمداد تأتى للمسلمين فى البر وللفرنج فى البحر  ،فتقاتل الفريقان كثير حتى هجم عليهم تقى الدين ومعه مجموعة من الجنود حتى استطاع أخذ نصف البلد وتقهقر الفرنج إلى النصف الاخر المقابل للبحر ولو استمر تقدم المسلمين لأستطاعوا أخذ عكا ولكنهم فرحوا بما غنموا وأرادوا استكمال عملهم غدا ولما ملك تقى الدين النصف المقابل للبر فك الحصار عن عكا من هذه الجهة وأدخل السلطان إليه الرجال والسلاح والأقوات ودخل السلطان بنفسه إلى المدينة فلما أرادوا استكمال عملهم وجدوا أن الفرنج قد تحصنوا فى مكانهم هذا وحفروا خندق يمنع عبور المسلمين إليهم  فجعلوا المسلمين الفرنج يخرجوا إليهم ليقاتلوهم ولكن لم يخرجوا وكان ذلك فى ٦ شعبان ٥٨٥هجريا فبقى المسلمين حتى ٢٠ شعبان يناوشون الفرنج حتى يخرجوا لهم ولكنهم لا يتركون مواقعهم حتى اجتمع الفرنج وقالوا(إن عسكر مصر لم يحضر والحال مع صلاح الدين هكذا فكيف يكون إذا حضر و الرأى اننا نلقى المسلمين غدا لعلنا نظفر بهم قبل إجتماع العساكر و الإمداد إليهم ) حيث كثيرا من جنود صلاح الدين لم يحضر إذ جعل مجموعة منهم فى حلب وأعمالها ليحموها من صاحب أنطاكية لن الهدنة التى بينه وبين صلاح الدين قد اقترب انتهائها و صلاح الدين يخاف غدره ومجموعة عند صور ومجموعة فى حمص مقابل طرابلس لتحفظها ومجموعة من عساكر مصر على ثغور مصر كثغر دمياط والاسكندرية أما باقى عساكر مصر تأخروا فى القدوم .


*مدينة عكا*



رحيل السلطان عن عكا:-

فأتفق الفرنج على الهجوم على صلاح الدين قبل وصول عسكر مصر إليه فخرج الفرنج فى جيش كبير وهاجم المسلمين على حين غره فهجموا على ميمنة الجيش و التى كان تحت قيادة تقى الدين وكان صلاح الدين ورجاله فى قلب الجيش فلما رأى صلاح الدين تقهقر الميمنة بعث اليهم من يقويهم فلما رأى الفرنج ضعف قلب جيش المسلمين ساروا إليه فلم يصمد أمامهم حتى وصل الفرنج الى التل التى يوجد عليه خيمة صلاح الدين وكادوا أن يصلوا إليها إلا أنهم خافوا بسبب إنفصال أصدقائهم عنهم وذلك بسبب هجوم ميسرة جيش المسلمين عليهم وقطعت إتصالهم فقرروا العودة حتى حصروا بين ميسرة المسلمين من الأمام وصلاح الدين ورجاله من الخلف وذلك بعدما أمر صلاح الدين بجمع شتات القلب بعد هزيمته حتى قتلوا كثير منهم وأسروا الباقى وكان من ضمن الأسرى مقدم الداوية التى اطلق صلاح الدين سراحه من قبل فلما تمكن صلاح الدين منه قتله ليريح المسلمين من شره وأراد صلاح الدين بمواصلة الهجوم حتى يدخلوا إلى معسكر الفرنج ويستغلوا كثرة جرحاهم وقتلاهم ولكن منعه انه عندما هزموا فى بادئ الأمر قرر بعض الجند الرحيل إلى دمشق وطبرية والأردن فأخذوا معهم الكثير من المال والسلاح و غيرها من حاجات الجنود ففزع الجند لذلك وانشغلوا به فأمر صلاح الدين برجوع هذه الأشياء فرجعت وكان الفرنج فى ذلك الوقت قد عادوا إلى معسكرهم وداوا جرحاهم  وقرر السلطان صلاح الدين الرحيل إلى الخروبة (بالقرب من العريش/مصر) فى ٤ رمضان وذلك بعدما تلوث الهواء لكثرة القتلى فأقنعه رجاله بذلك حيث أخبروه بأن الفرنج لا يجرؤون على الخروج من أماكنهم  وان رجالهم يحمون المدينة ويحاصرون الفرنج و سيخبرونه بتحركاتهم واطبائه وافقوا على ذلك حتى لا يصيبه أذى وقبل رحيله أمر  بغلق أبواب عكا وحفظها ولكن بسبب إستخفاف أمراء صلاح الدين بالفرنج حدث ما لم يتطلعون عليه.


تقى الدين:-

قد أثبت تقى الدين ابن أخو صلاح الدين كفائته فى شؤون الحرب والحصون حيث استطاع دخول عكا وأخذ نصفها والثبات أمام جموع الفرنج فى أرض المعركة وايضا تحصينه وتقويته لقلعة اللاذقية وجبلة.




تحصين الفرنج لأنفسهم:-

فحدث ما كان يخشاه السلطان صلاح الدين حيث بعد خروجه  هو وجنوده إلى الخروبة كما ذكرنا من قبل فرح الفرنج لذلك وبدأوا فى تحصين أنفسهم وإحكام قبضتهم فى حصار عكا من البحر إلى البحر وذلك أنهم حفروا الخنادق واستخدموا التراب الذى أخرجوه فى عمل سور منيع يحميهم من صلاح الدين وجنوده إذ قرر الهجوم عليهم وكان كل يوم أهل عكا مستمرون فى قتال الفرنج ولكن الفرنج لا يتركون أماكنهم وكان يصل إلى صلاح الدين أخبار ما يحدث فى عكا فلما علم رجال صلاح الدين ذلك أرادوا الهجوم على الفرنج حتى لا يصلوا الى ما يريدون ولكن السلطان رفض ذلك لأنه كان مريض بمرض القولون وهذا هو سبب تركه عكا ولأنه يعلم أنهم لا يستطيعون فعل شئ من غيره فأجل صلاح الدين ذلك حتى أتم شفائه وأتم الفرنج تحصيناتهم كذلك وكان ذهاب السلطان صلاح الدين إلى الخروبة فى ٤ رمضان ٥٨٥هجريا. 


محاولة الفرنج دخول مدينة عكا:-

وفى منتصف شهر شوال وصل العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب أخو صلاح الدين ومعه الكثير من الجنود المصريين ومعدات الحصار وفى نفس الشهر وصل الأسطول المصرى بقيادة الأمير حسام الدين لؤلؤ وذلك بعدما أرسل السلطان صلاح الدين إلى أخيه يستدعيه ليسانده وأرسل أيضا إلى جميع الملوك حتى أتاه المسلمين من كل حدب وصوب وقرر صلاح بذلك أن يهجم على فرنج ويطردهم من هذا الأراضى و وصل صلاح الدين إلى تل كيسان القريبة من عكا (موجودة بين حيفا وعكا)،عندما علم بقتال الفرنج مع المسلمين فى عكا حيث علموا بقلة عددهم وانقطاع صلاح الدين عنهم فخرجوا من خنادقهم واشتبك الفريقين حتى قتل الكثير من الفريقين ثم عاد الفرنج إلى أماكنهم مره أخرى ،فعندما وصل صلاح الدين هاجم الفرنج حتى يلهيهم عن محاربة المسلمين فى عكا ولكنهم استمروا فى محاربة الطرفين حيث قاموا ببناء ثلاثة أبراج عالية طولها أكبر من أسوار المدينة كل برج يحمل ٧٠٠ جندى منهم ومزود بعجلات ليتحركوا به وكانوا قد زودوا هذه الأبراج بجلود عليها ما يمنع النار أن تمسك بها فأرسل أهل عكا يستنجدون بالسلطان حتى ضيق على الفرنج وزاد القتال معهم ولكن هذا لم يمنعهم وكان أهل عكا مستمرون فى محاولتهم إحراق هذه الأبراج ولكن لم ينجحوا حتى أتى إلى الأمير قراقوش صاحب عكا شخص يدعى ب(على ابن عريف) من دمشق وكان خبيرا بأمور إستخراج النفط وأستخداماته فصنع مواد ألقاها على الأبراج ثم رمى عليها النار فأحترقت الأبراج وقتل كثير من الفرنج ففرح المسلمين فرحا شديدا وخاصة صلاح الدين وجنوده خارج عكا وذلك لزوال هذا البلاء عن أهلهم حتى قرر صلاح الدين مكافأة هذا الرجل الدمشقى ولكن أخبره أنه فعل ذلك ابتغاء وجه الله.

صلى على النبى ❤

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة