السلام عليكم اصدقائى ومرحبا بكم بين صفحات التاريخ...
تكمله لما قد بدأناه...
فقد قسم الهنود البشر الى اربعة اقسام.1-(البراهمية)وقد تحدثنا عنها فى السابق.2-(الكاشتر)وهم الذين خلقهم الاله من ذراعيه.يتعلمون ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع.3-(الويش)وهم الذين خلقهم الاله من فخذه.يزرعون ويتاجرون ويجمعون المال وينفقون على المعاهد الدينية.4-(الشودر)وهم الذين خلقهم الاله من رجليه وهم المنبوذين من عامة الشعب من الزنوج الاصليين ويشكلون طبقة المنبوذين وعملهم مقصور على خدمة الطوائف الثلاثة السابقة ولايعملون الى الاعمال القذرة والحقيرة.لذلك عندما جاء المسلمين بدين رسولنا محمد بن عبدالله الذى لايفرق بين البشر.دخل عامة الشعب فى دين الله افواجا ليكون الاسلام هو الدين الرئيسى للهند لما يقرب من الف عام.صدح فيها اصوات الاذان فى جميع الارجاء.والان بعد ان علمنا بوضع الناس فى الهند جاء الوقت لنتحدث قليلا وفى سجور مختصره عن بطل قصتنا وهو أورانج زايب عالم قير رحمه الله واسكنه فسيح جناته(سلطان الهند فى ذلك الوقت)
والعجيب ان هذا السلطان العظيم كان من سلالة المجرمين(جنكيز خان)(تيمور لنك)ولكن الله شاء أن يكون من نسلهما من يرفع راية الاسلام عاليا.فأورانج هو ابن السلطان المغولى(شاه جيهان)الذى حكم الهند فى القرن السابع عشر الميلادى ولكن هذا السلطان تحول الى رجل مجنون بعد وفاة زوجته الجميلة(ممتاز محل)فقام هذا السلطان وكعادة اصحاب الهوى دائما بتحكيم العاطفة على الشرع.فأمر ببناء ضريح يخالف الشرع لزوجته التى فارقت الحياة.فانفق اموال المسلمين لمدة 7سنوات سخر فيها جهود 20000عامل لبناء قبر حبيبته.وفى الوقت الذى احاط به اعداء الاسلام بدولة الهند من كل جانب.
كان هذا المحب المجنون يبكى على حبيبته ليلا نهارا.وفعلا كاد الاسلام ان يضيع بسببه.ووالله ما ضاع الاسلام وضعف الا بسبب شباب حمقى مثل هذا العاشق الولهان.والذين يحولون العاطفة الى رب لهم من دون الله.فلقد استولى ابنه الاكبر(درشكوه)على زمام الحكم واصبح هو الحاكم الفعلى للامبراطورية.ولكن الخطر كان يكمن فى ان درشكوه اراد احياء مذهب كفرى اسمه (المذهب الالهى)وهو مذهب يجمع بين جميع الاديان فى دين واحد.فتحرك بطلنا نحو العاصمة (دهلى*الاصل*)(وليس دلهى كما يقال)فاستولى على الحكم لكى يمنع اخاه من نشر هذا الدين ثم قام بعزل ابيه الذى جن من كثرة البكاء على زوجته.ووضعه فى قصر معزول بعد ان صنع له اكبر مرأة فى العالم ينظر من خلالها على تاج محل حيث ترقد زوجته الحسناء.فظل هذا العاشق ينظر الى قصر حبيبته حتى دفن بجانبها.فكان البطل اورانج حياته اكبر من هذه التفاهات حيث احيى السنة النبوية فى ارجاء الهند وقضى على البدع وجاهد فى سبيل الله فى ارجاء الارض ينشر دين التوحيد.فحارب ملوك الهندوس العنصريين.وقطع ارجل الشيعة الروافض من الدخول للهند ابدا.ليس هذا فحسب بل كان الامبراطور العظيم شاعرا عظيما واديبا رقيقا فكتب الاشعار فى نصرة الاسلام.واصدر كتاب لايزال يدرس الى يومنا هذا فى الجامعات الاسلامية اسمه(الفتاوى العالم قيرية)وهو معروف لطلبة العلم ب(الفتاوى الهندية)وظل 27سنة يجاهد الهندوس والصليبين البرتغاليين من جهة والشيعة الروافض من جهة اخرى.فانتشر العدل فى زمانه ايما انتشار وزاد عدد المسلمين بشكل رهيب.فتكونت له امبراطورية ضخمه من جبال الهملايا الى المحيط الهندى ومن البنغال حتى طاجكستان.وعلى الرغم من اتساع رقعة دولته وكثرة مشاغله .اهتم بالعلم.فحفظ القرأن الكريم وهو فى سن الاربعين.وكان ايضا فنانا خطاطا لايشق له غبار.
رحم الله هذا الملك والسلطان العظيم الذى لم يعوقه كثرة المشاكل والحروب العائليه والخارجية من الاستمرار فى نشر دين الله والعدل والتسامح لان يقنه كان بالله خيرا
انتظروا قصة جديدة وبطل اخر من ابطال امة المسلمين
اتمنى من الله ان يعيد لها مجدها وان يخرج منا ابطالا اكثر مما خرجوا
مصطفى رشاد
إرسال تعليق