U3F1ZWV6ZTIyOTIwNDkyNDAyODQzX0ZyZWUxNDQ2MDIyODU2MjMyNg==

جمع جيوش المسلمين وهزيمة الفرنج ودخول طبرية وصفورية وذكر إتفاق قمص طرابلس[٩]


تجهيز الجيش:-

فى سنة ٥٨٣هجريا حث السلطان صلاح الدين جميع المسلمين فى ديار الجزيرة وإربل والموصل ومصر والشام فى الشرق والغرب على الجهاد وفى آخر شهر محرم خرج صلاح الدين مع عساكره الخاصه من دمشق ووصل إلى مدينة رأس الماء ثم لحقت به جنود الشام فجعل صلاح الدين ابنه الأفضل على  قائدا على الجنود وجعله ينتظر حتى يلحق به باقى الجنود 

الحجاج وصاحب الكرك :-

أما صلاح الدين فترك أبنه الأفضل فى رأس الماء وذهب إلى مدينة بصرى(سوريا) حتى يحمى الحجاج لانه علم ان البرنس ارناط (صاحب الكرك) سوف يعترض طريق الحجاج ويقضى عليهم ويأسر منهم ثم يذهب ليمنع وصول الجنود المصريين إلى صلاح الدين  ولكن عندما علم ارناط بقرب صلاح الدين منه لزم قلعته خوفا منه فوصل الحجاج سالمين وكان من ضمنهم ابن أخت صلاح الدين وهو محمد بن لاجين وبعد ذلك ذهب صلاح الدين لحصار الكرك فحصرها حتى جائته العساكر المصرية ،فبث صلاح الدين جنوده فى ولاية الكرك والشوبك وغيرها من المدن فانتصروا وغنموا ولم يستطع ارناط الدفاع عن مدنه لحصاره فى قلعته واما باقى ملوك الفرنج لم يستطيعوا الدفاع والأخذ بالثأر بسبب تواجد الأفضل وجنوده وقربه من بلادهم .

دخول صفورية:-

وبعد ذلك أمر صلاح الدين ابنه الأفضل أن يرسل مجموعة من افضل جنوده إلى مدينة عكا ليفتحوها وكانت هذه المجموعة تضم مظفر الدين كوكبرى بن زين الدين صاحب حران والرها و قايماز النجمى و دلدرم الياروفى وهم من كبار الامراء وغيرهم وفى نهاية شهر صفر وصلوا إلى مدينة صفورية فخرج لهم الفرنج فى جمع من الداوية والاسبتارية وكانوا من اشرس واقوى جنود الفرنج الذين ذاع صيتهم وغيرهم من الجنود فكانت معركة ضارية انتصر فيها المسلمين وقتل فيها مقدم الأسبتارية وأسروا الباقى ثم دخلوا إلى المدن المجاورة وغنموا منها 

قمص طرابلس الشاميةوفتح طبرية:-

ثم ذهبوا إلى طبرية عند قمص طرابلس الذى اتفق مع صلاح الدين على نصرته ومساعدته فى دخول طبرية وذلك أن القمص ريمند بن ريمند الصنجيلى تزوج صاحبة طبرية وذهب إليها  وفى ذلك الوقت مات ملك الفرنج بالشام وكان مجذوم فانتقل الحكم إلى أبن أخته حيث أوصى بذلك قبل موته ولكن كان هذا الصبى صغير فكفله القمص لرعايته وتولى أمور دولته حيث كان ذو شأن بين الفرنج،فطمع القمص فى الملك فأخبر الناس أن الصبى قد توفى ولكن الملك انتقل إلى أمه وكانت أمه تحب رجلا من فرنج الغرب يدعى "كى" فتزوجته ونقلت الملك له  وأعلمت البطرك والقساوسة والرهبان والبارونية والأسبتارية والداوية بحكمه لإطاعته فأطاعوه وقام ملك الفرنج بالشام الجديد بمحاسبة القمص على كل ما أخذ من المال منذ ولايته ولكنه أدعى أنه صرفه على الطفل وراسل القمص صلاح الدين بمناصرته فى مقابل ان يساعده على أخذ ما يريد فوافق صلاح الدين على ذلك واطلق بعض رجاله الذين أسرهم من قبل حتى يثبت صدق ننيته وفرح كلا الطرفين بذلك الأتفاق ،وبعد وصول خبر الانتصار إلى صلاح الدين عاد هو وجنوده إلى أبنه الأفضل وقد أجتمعت معه جميع جنود المسلمين حتى بلغ عددهم ١٢ ألف جندى فقام صلاح الدين بترتيب الجيش وإعداده ثم ذهب بالجيش إلى مدينة الاقحوانة (إربد الأن )بالقرب من طبرية ،فلما علم الفرنج بقرب المسلمين من بلادهم وقصدهم اياها ،اجتمع الرهبان والبطاركة والقساوسة والفرسان وانكروا على القمص انتمائه الى صلاح الدين وقالوا له(لا شك أنك أسلمت وإلا لم تصبر على ما فعل المسلمين أمس بالفرنج، يقتلون الدواية والأسبتارية ويأسرونهم ويجتازون بهم عليك وأنت لا تنكر ذلك ولا تمنع عليه ) ،فوافقهم القمص على ذلك على من عنده من عساكر طبرية وطرابلس وهدده البطرك من زواجه من إبنته فأخبرهم القمص بما إتفق مع صلاح الدين وطلب منهم العفوا فعفوا عنه وذهبوا جميعهم إلى ملك الفرنج واتحدت كلمتهم على مواجهة المسلمين فخرجوا من عكا إلى صفورية وكانوا يخافون هذه المعركة و بعدما أجتمع الفرنج ذهبوا من عكا إلى صفورية ،قام صلاح الدين بجمع أمرائه وإستشارهم فمنهم من أشار عليه بعدم مواجهة الفرنج وتركهم حتى تضعف قوتهم لكثرة غاراتهم على البلاد والمدن ومنهم من أشار عليه بضرورة لقاء الفرنج فأخبره أن المسلمين فى المشرق يلعنونهم لانهم تركوا قتال الكفار ويريدون قتال أخواتهم وكان رأى صلاح الدين أن يجمع كافة المسلمين ويواجه بهم جمع الكفار، و ما يعلم أحد قدر الله له ،فترك صلاح الدين الاقحوانة بعدما أمضى بها ٤ ايام وفى اليوم الخامس و فى ٧ ربيع الأخر سنة ٥٨٣هجريا ذهب إلى أحد جبال طبرية فأصبح قريب من الفرنج وكانوا فى خيامهم وفى الليل وضع صلاح الدين أمامهم من الجند مايمنع الفرنج القتال ثم نزل إلى طبرية ودخل المدينة واستطاع هزيمة ما بها من الفرنج والباقى منهم إحتموا بالقلعة ومن ضمنهم حاكمة القلعة وهى زوجة قمص طرابلس وأولادها، فلما علم الفرنج بما حدث اجتمعوا وتشاورا حتى أشير عليهم بالتقدم وقتال المسلمين ومنعهم من دخول طبرية ،فقال القمص(إن طبرية لى ولزوجتى،وقد فعل صلاح الدين بالمدينة ما فعل وبقى القلعة وفيها زوجتى وقد رضيت ان يأخذ القلعة وزوجتى وما لنا بها ويعود، فوالله لقد رأيت عساكر الاسلام قديما وحديثا ،ما رأيت مثل هذا العسكر الذى مع صلاح الدين كثرة وقوة وإذا أخذ طبريا لا يمكنه المقام بها فمتى فارقها وعاد عنها اخذناها وإن أقام بها لا يقدر على المقام بها إلا بجميع عساكره،ولا يقدرون على الصبر طول الزمان عن أوطانهم وأهليهم ،فيضطر إلى تركها،ونفتك من أثر منا). فرد عليه ارناط صاحب الكرك وقال قد أطلت فى التخويف من المسلمين ولا شك أنك تريدهم وتميل إليهم وإلا ما كنت تقول هذا،وأما قولك إنهم كثيرون فإن النار لا يضرها كثرة الحطب..فقال له القمص (أنا واحد منكم إن تقدمتم تقدمت،وإن تأخرتم تأخرت و سترون ما يكون). فقوى عزم الفرنج على قتال المسلمين ومواجهتهم وخرجوا من معسكرهم  وأصبحوا قرب المسلمين فلما علم صلاح الدين ذلك عاد من طبرية إلى جنوده وكان قريب منهم وهذا هو ما كان يريد وهو إخراج الفرنج من معسكراتهم وكان المسلمين قد اخذوا منبع المياه فعطشوا الفرنج فى ذلك اليوم شديد الحرارة ولم يستطيعوا الاقتراب من الماء واستمر ذلك الحال حتى زاد عطشهم وتشجع المسلمين ورأوا نصرهم على عدوهم وأرادوا مواجهتم فقضوا طول الليل يكبروا حتى أعد صلاح الدين جيشه للقاء المحتوم والفاصل بإذن الله..

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة