U3F1ZWV6ZTIyOTIwNDkyNDAyODQzX0ZyZWUxNDQ2MDIyODU2MjMyNg==

دخول صلاح الدين للقدس [١٢]


فتح بيت المقدس:-

بعدما قام صلاح الدين بفتح عسقلان وأثناء فتحه للبلاد المجاورة لعسقلان كان قد أرسل فى خروج الأسطول المصرى و التى كان يضم جمع من الجنود قائدهم هو حسام الدين لؤلؤ الحاجب والذى اتصف بالشجاعة والشهامة،فخرج الأسطول إلى عسقلان حتى وصل وكانوا يقطعون الطريق على الفرنج وغنموا منهم مغانم كثيره ،ثم ساروا إلى بيت المقدس بعد ذلك وكان بيت المقدس هو وجهة صلاح الدين بعد فتحه عسقلان وما يجاورها وكان يوجد ببيت المقدس أحد البطاركة والذى كان شأنه اهم من الملك نفسه وكان معظما عندهم ،وايضا صاحب الرملة باليان بن بيرزان وكانت مكانته مساوية لمكانة ملك بيت المقدس وايضا اجتمع فى بيت المقدس الفرسان الذين نجوا من حطين وعسقلان وعكا وهم الذين أمنهم صلاح الدين على انفسهم فرحلوا وتركوا مدنهم واجتمعوا فى بيت المقدس والتى تعاهدوا على حمايته من المسلمين وبذل مالديهم من اموال وابناء ومالديهم من قوة ،فقاموا بنصب المجانيق على الاسوار و تجمعوا على اسوار المدينة بعتاد الحرب بعدما قاموا بتحصين المدينة جيدا، مفضلين الموت عن أخذ المسلمين بيت المقدس ،فعندما اقترب صلاح الدين من المدينة خرج امير ومعه جماعة من العساكر غير محتاطين فواجهة جماعة من الفرنج حتى انتهى القتال بموت الأمير وبعض من عساكره،وفى نصف من شهر رجب سنة ٥٨٣هجريا نزل صلاح الدين الى القدس فلما اقترب منها ذهل المسلمين من اعداد الفرنج على الأسوار وسمع صلاح الدين الضجيج الصادر من وسط المدينة والتى يدل على كثرة الحشد ،وظل صلاح الدين يطوف حول المدينة لمدة ٥ايام ليعرف من اين يهاجم ولكنه وجد ان مدينة محصنة من جميع الجهات الا الجهة الشمالية ناحية كنيسة صهيون وباب العمود فذهب صلاح الدين الى هناك ونصب بها المجانيق وذلك فى ٢٠ رجب وتقاتل الفريقان بالمجانيق اشد قتال ،وكان كل يوم يخرج الفرنج فى جماعة إلى خارج المدينة يقاتلون المسلمين ويعودون وفى إحدى المرات تقاتل الفرنج مع الأمير عز الدين عيسى بن مالك الذى كان من أكابر الأمراء وابوه هو صاحب قلعة جعبر(محافظة الرقة ،سوريا) وذو شهرة واسعة بين العامة ،فحزن المسلمين لموته فاجتمعوا على يدا واحدة وقاتلوا الفرنج حتى ادخلوهم إلى المدينة ،ووصل المسلمين إلى الخندق الذى يخرجهم إلى سور المدينة ومعهم الرماة لحمايتهم وبدأوا فى نقب السور و ظلت المجانيق تضرب السور ضربات ثابته ومركزة فلما رأوا الفرنج هلاكهم عاجلا أم أجلا قرروا طلب الأمان من صلاح الدين وسوف يسلمون المدينة له فبعثوا له كبار قومهم وكان إجابة صلاح الدين على طلبهم انه قال(لا افعل بكم إلا كما فعلتم بأهله حين ملكتموه سنة إحدى وتسعين و أربعمائة،من القتل والسبى وجزاء السيئة بمثلها)،فلما رجعوا إلى قومهم خائبين الرجاء قرر صاحب الرملة الذهاب إلى صلاح الدين وطلب منه الأمان لمحاورته فى طلبهم فأمنه فذهب إليه واستعطفه وترجاه ولكن لا فائدة من ذلك فلما يأس صاحب الرملة من ذلك قال لصلاح الدين(ايها السلطان أعلم اننا فى هذه المدينة فى خلق كثير لا يعلمهم إلا الله تعالى،وإنما يفترون عن القتال رجاء الأمان ظنا منهم انك تجيبهم إليه كما أجبت غيرهم وهم يكرهون الموت ويرغبون فى الحياة،فإذا رأينا ان الموت لا بد منه،فوالله لنقتلن أبنائنا ونسائنا ونحرق أموالنا وامتعتنا ولا نترككم تغنمون منها دينارا واحدا ولا درهما ولا تسبون ولا تأسرون رجلا ولا امرأة وإذا فرغنا من ذلك أخربنا الصخرة والمسجد الأقصى وغيرهما من المواضع ،ثم نقتل من عندنا من أسارى المسلمين وهم خمسة آلاف أسير ولا نترك لنا دابة ولا حيوانا الا قتلناه ،ثم خرجنا اليكم كلنا فقاتلناكم قتال من يريد أن يحمى دمه ونفسه وحينئذ لا يقتل الرجل حتى يقتل امثاله ونموت أعزاء او نظفر كراما )،فتشاور بعد ذلك صلاح الدين مع رجاله فى ذلك الأمر والذى انتهى بإعطاء صلاح الدين الأمان الفرنج بشرط أن يدفع مقابل الرجل ١٠ دنانير والابناء دينارين والنساء خمسة دنانير وأن تكون مدة الدفع حتى أربعون يوما ومن لم يدفع خلالها يصبح مملوك،فأجابه صاحب الرملة فدفع ٣٠ الف دينار مقابل ١٨ الف من الرجال وأسر ١٦ الف من الذين لم يقدروا على الدفع وذكر ان بلغ عدد الناس فى الدينة اكثر من ٦٠ الف حيث كان كل شبر من المدينة مملوء بالناس  وسلمت مدينة بيت المقدس يوم الجمعة ٢٧ رجب . 

صلى على النبى ❤

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة