U3F1ZWV6ZTIyOTIwNDkyNDAyODQzX0ZyZWUxNDQ2MDIyODU2MjMyNg==

عودة صلاح الدين الى دمشق وفتوحاته لبلاد الفرنج فى الشام[ ١٤ ]


عودة صلاح الدين عن حصار مدينة صور :-

بعدما حدث من هزيمة لجنود صلاح الدين فى بحر مدينة صور وايضا فى البر من قتال شديد وخاصة ان الفرنج جعلوا مدينة صور هى درعهم ضد المسلمين حيث كانت من احصن المدن فجعلوا الفرنج أموالهم وعتادهم فيها فاأتحد فرنج ساحل الشام الذين فى البر والبحر واصروا على الاستماته حتى لا تقع هذه المدينة فى ايدى المسلمين فلما رأى صلاح الدين عظمة الأمر على الجنود وكثرة الجرحى قرر الرحيل فقام بأستشارة امرائه ورجاله فمنهم من رأى الرحيل حتى يشفى الجنود ويرحل فصل الشتاء ويتزودا بالمال والعتاد ثم يعودوا للفتح مره أخرى وخاصة ان كثير منهم خاف ان يأخذ صلاح الدين الأموال من خزائنهم ليستكمل الحرب بعدما كادت أن تفرغ خزائن الدولة فأرسلوا كثير من رجالهم ليحضروا الطعام لهم ولدوابهم وتحججوا بذلك عند صلاح الدين  اما الباقى فرأى استكمال الحصار والتضييق عليهم حتى أخذ المدينة من الفرنج فأذا أخذوا فتحوا باقى المدن دون قتال ولكن اضطر صلاح الدين على الموافقة على الرحيل على الرغم من عدم إرادته ذلك وخاصة انه جزء كبير من سور المدينة قد هدم وإن استمر الحصار والصبر كادت أن تفتح المدينة على أيديهم، وقرر صلاح الدين الرحيل إلى دمشق فمر على عكا أولا وفرق جنوده فعادوا إلى بلادهم وجعل عز الدين جورديك ينوب عنه فى عكا وهو من كبار مماليك نور الدين  وأمر بإصلاح مبانيها وتحسينها وحول دار الأسقف بها الى  بيمارستان ،ولكن لم يستمع لنصيحة بعض رجال بإخراب المدينة حتى لا يعود إليها الفرنج مرة أخرى  وبعد ذلك وصل دمشق وابدى المسلمين جميعهم بفتوحاتهم ونصر الله لهم على أعدائهم.

فتح مدينة تبنين وهونين:- 

 قام صلاح الدين بفتح هونين حيث بعدما قام بفتح تبنين كما ذكرنا فى السابق امتنع أهل هونين على تسليم المدينة فلم يريد صلاح الدين ان ينشغل عنها او يضيع الوقت فى حصارها فأرسل اليها بعض من رجالة لمحاصرتها وفى ذلك الاثناء انشغل هو بفتح عسقلان وبيت المقدس واثناء حصاره مدينة صور طلب اهلها الأمان للتسليم ،تم فتح هونين بفضل الله.


 فتح قلعتى كوكب وصفد:- 

قام صلاح الدين أيضا بفتح قلعتى كوكب والقريبة من الأردن وصفد القريبة من طبريا بعد أن حاصرهما، حيث ان قلعة كوكب كان قريبة من طريق للقوافل وخاف صلاح الدين أن يقطع الفرنج الطريق على الناس ،فكان فرنج الاسبتارية فى قلعة كوكب الفرنج الداوية فى قلعة صفد وكان هذا الفتح فى سنة ٥٨٤ هجريا ،حيث كان اول حصار للقلعتين أثناء محاصرة صلاح الدين مدينة صور حيث ذكر انه فى آخر ليلة من شهر شوال غفل الحارس عن حراسته ومراقبته للاجواء أثناء حصارهم فانقضوا عليهم الفرنج وقتلوهم وأخذوا ما معهم من العده والعتاد وعادوا الى قلعتهم كوكب..


فتح البلاد الساحلية لفرنج الشام:- 

بعدما رحل صلاح الدين عن مدينة صور حتى يستطيع جيشه تجميع قوته من جديد وكما ذكرنا فى السابق فقد سار صلاح الدين الى مدينة  عكا وبقى فيها مع قلة من جنوده بعدما أمر بعودة جنوده إلى موطنهم فقرر صلاح الدين السير الى قلعة كوكب بعدما قتل الفرنج أميره سيف الدين وجنوده بسبب غفلة احد جنود الحراسة وكان مسير صلاح الدين من عكا إلى قلعة كوكب  فى محرم سنة ٥٨٤هجريا ،ولكن وجد القلعة منيعة لا تفتح بقلة من الرجال فوضع الأمير قايماز النجمى لحصارها ورحل هو عن القلعة فى ربيع الأول وذهب إلى دمشق كما ذكرنا فى السابق  وسار صلاح الدين بعد ذلك من دمشق إلى حمص بعدما مر على جبل يبوس وبلعبك وذلك فى منتصف ربيع الأول ونزل عند بحيرة قدس الموجودة غرب حمص واجتمع بعماد الدين زنكى بن مودود اقسنقر صاحب نصيبين وسنجار و الخابور واجتمع بجنوده ثم عسكر بالقرب من حصن الاكراد ووضع فى هذا المكان أثقال الحرب وقام بالدخول إلى بلاد الفرنج حيث دخل صافيثا والعريمة ويحمور وغيرها من البلدان حتى وصل بالقرب من طرابلس (السورية) ثم عاد إلى المعسكر ،وفى ٤ جمادى الاول دخل صلاح الدين الى أنطرطوس بعدما وعد القاضى منصور بن نبيل قاضى مدينة جبلة عند صاحب انطاكية وجبلة بيمند الذى كان ذو مكانة رفيعة عنده بفتح جبلة واللاذقية والبلاد الشمالية،فلما دخل انطراطوس وجد أن الفرنج قد فروا منها واحتموا ببرجين حصينين فأحد البرجين قد هدم بعدما استسلم اصحابه والاخر وكان يوجد به جماعة الداوية وكان مقدمهم هو الأسير الذى تركه صلاح الدين يوم فتح القدس وبعدما غنم صلاح الدين من انطرطوس ذهب إلى حصن مرقية فوجد انه اصبح فارغ بعد هروب اهله الى حصن المرقب والذى كان من المستحيل ان يدخله احد ويأخذه لشدة مناعته وكان هذا الحصن لجماعة الاسبتارية ، وكان صاحب صقلية قد أرسل ستين من الشوانى لمساعدة فرنج الساحل فكانوا بطرابلس ثم ساروا بالقرب من حصن المرقب بعدما علموا بمسير صلاح الدين الى جبلة ،حيث وقفوا فى البحر بسهامهم حتى يمنعوا صلاح الدين من العبور ولكن استخدم صلاح الدين الدروع وخلفها رماة السهام ،فلم يستطع فرنج صقلية فعل شئ حتى وصل صلاح الدين وجنوده سالمين إلى جبلة فى ١٨ جمادى الاول فدخلها بعدما سلمها له قاضى جبلة المسلم فعندما دخل صلاح الدين جبلة انتمى فرنج جبلة بقلعة جبلة ولكن استطاع القاضى ان يخوفهم و يعدهم الأمان فى مقابل أخذ رهائن منهم حتى يطلق صاحب انطاكية سراح رجال القاضى ومسلمي جبلة ،وتم إطلاق سراح الاسرى من كلى الطرفين ثم ارسى بعد ذلك صلاح الدين قواعد الحكم فى جبلة و جعلها تحت حكم سابق الدين عثمان بن الداية صاحب شيزر ثم سار بعد ذلك إلى اللاذقية فدخلها فى ٢٤ جمادى الاول فتحصن الفرنج فى قلعتى المدينة ثم استسلموا بعدما وعدهم القاضى الأمان فأعطى صلاح الدين حكم اللاذقية لابن أخيه تقى الدين والذى كان عالى الهمه حيث انه بذل الكثير فى تحصين المدينة و تحسين ابنيتها كما فعل فى مدينة حماة والتى كانت تحت حكمه....

▪°ومن المواقف التى يجب أن تذكر لصلاح الدين انه عندما ذهب إلى دمشق وجد الصفى بن القانص الذى كان وكيل خزانة دمشق قد بنى دار للملك فى القلعة بأموال طائلة فغضب وعزله من وظيفته وقال له(إننا لم نخلق للمقام فى دمشق ولا بغيرها من البلاد ،إنما خلقنا لعبادة الله عز وجل والجهاد فى سبيله وهذا الذى عملته مما يثبط النفوس ويقعدها عما خلقت له )°▪.


صلى على النبى ❤



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة